أعرف ليك شنو !

التلوث والاجهاد والبدانة والقلق من أهم أسباب ضعف الذاكرة كما ذكر العلماء، وإذا أضفنا لها الفلس وسوء التغذية هنا في السودان، فإن ذاكرة الزول السوداني خربة.
نسيان الأسماء يأتي في أول القائمة، مثل تلك المرأة التى ركبت البص المتجه إلى قريتها بعد أن شهدت ولادة أول أحفادها، أوصاها ابنها وهو يودعها «قولي ليهم سميناها «رندة»، ولو نسيتي اتذكري «البرندة»، وعند وصولها، روت كل تفاصيل الولادة واحتفال السماية ثم قالت في آخر حديثها بثبات: وطبعًا البنية سموها صالة».
والبعض عند الزنقة يبدأ في مراجعة الحروف الأبجدية: الزول دا اسمه أحمد.. آدم... أيمن لا..لا.. اسمه باشا.. باعوضة.. تامر.. تحتمس.. شنكل إلى أن يصل حرف الياء.. ياسر... يعقوب لكنه لا يتذكر، ثم يحاول تركيب الحروف مع بعضها، فتنتج أسماء كأسماءِ الشياطين... يامخ.. عاجر.
نسيان الأسماء قد يتسبب في اندلاع شكلة بين الرجل وزوجته حين يتجهان لزيارة واحد من أصدقاء الزوج، فيسأل الرجل زوجته فجأة: إنت عثمان صاحبي دا مرتو اسمها منو؟ فتتلفت الزوجة يمين شمال، وتقلب يديها ظاهرا وباطنا، وتطقطق أصابعها وأخيرًا تعترف بأنها نسيت الاسم، فيغضب الزوج ويخاطبها: هسة دي كان واحدة من صاحباتك الفارغات ديل كنتي نسيتي اسمها؟ دا اسمه عدم اهتمام، ثم يبالغ في تعنيفها، وفور وصولهما يبادرهما صديقه.. والله اتأخرتو حتى قلت لسكينة، الناس ديل يمكن طشو!، ينظر الزوج نظرة سريعة لزوجته بينما تتمتم الزوجة: هي ما صحي اسمها سكينة... الله البعاتي اليسكها!.
وهناك أشخاص مصابون بالوسواس التذكري «مصطلح قطعتو من رأسي» ويسهرون الليالي لتذكر اسم ممثل، وزير، سيد فحم، جار ناس عمهم ....الخ ، ومع شفق الصباح يسطع الاسم في ذاكرتهم، فيرددونه بارتياح مصحوبًا بلعنة من شاكلة: الله لا يكسبو ياخي، حمانا النوم!
بقي أن تعرف أن فرك الأذنين، يساعد على التذكر، آآى، الأضنين الواحدة دي!